الثلاثاء، 20 أغسطس 2024

دردشة مع شات جي بي تي 4o: لحل اشكالية تسرب القيادات، من القطاع فير الربحي، ودخول الموادر الوظيفية.

مجموعة من الحلول والمبادرات لمواجهة مشكلة تسرب القيادات ذات الرسالة والقيم ودخول شخصيات تركز على الجانب المالي والوظيفي مع ضعف القيم والرسالة. 

هذه المشكلة تؤثر على الأداء العام للمؤسسات غير الربحية وتقوض غايتها الأساسية. ومن أجل الحفاظ على أصحاب القيم والرسالة وتعزيز وجودهم في القطاع، يمكن اتباع الخطوات والمبادرات التالية:

 حلول ومبادرات للحفاظ على أصحاب القيم والرسالة:

1. التوظيف والاختيار الدقيق:

   - معايير واضحة: من الضروري وضع معايير توظيف واضحة تشمل القيم والرسالة الشخصية بجانب المهارات المهنية. يجب أن تكون هذه المعايير مرجعًا أساسيًا عند اختيار القادة الجدد.

   - عملية مقابلة شاملة: تضمين أسئلة في المقابلات تتعلق بالقيم الشخصية والرؤية تجاه العمل غير الربحي. يمكن استخدام تقنيات المقابلات السلوكية لتقييم مدى توافق المرشحين مع قيم ورسالة المؤسسة.

2. التحفيز والتقدير:

   - برامج تحفيز مخصصة: تطوير برامج تحفيزية تتماشى مع القيم والرسالة مثل الجوائز السنوية للإنجازات الأخلاقية والرسالية. يمكن لهذه البرامج أن تعزز من تقدير القادة الملتزمين وتشجع الآخرين على الاقتداء بهم.

   - التقدير العلني: تسليط الضوء على قصص النجاح والجهود المبذولة من قبل القادة الذين يظهرون تفانيهم في الرسالة والقيم من خلال نشرها في النشرات الداخلية أو الاجتماعات العامة.

3. التطوير المهني والشخصي:

   - برامج تدريب وتطوير: تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية تركز على تعزيز القيم والرسالة إلى جانب المهارات المهنية. يمكن أن تشمل هذه البرامج موضوعات مثل القيادة الأخلاقية وإدارة التغيير.

   - برامج التوجيه والإرشاد: إنشاء برامج توجيه تربط القادة الجدد بالقيادات ذات الخبرة لتوجيههم وغرس القيم الصحيحة. يمكن أن تكون هذه البرامج فعالة في تعزيز الوعي بالرسالة والقيم لدى القادة الجدد.

4. البيئة الثقافية والتنظيمية:

   - ثقافة مؤسسية قوية: بناء ثقافة تنظيمية تعزز القيم والرسالة من خلال السياسات والإجراءات والممارسات اليومية. يجب أن تكون القيم جزءًا لا يتجزأ من هوية المؤسسة ومنهجيتها في العمل.

   - فرق عمل ملتزمة: تشكيل فرق عمل ذات أهداف واضحة تتماشى مع الرسالة والقيم التنظيمية. يمكن أن تساعد هذه الفرق في تعزيز التعاون والعمل الجماعي الملتزم بالقيم.

5. التواصل والشراكة:

   - تواصل داخلي فعال: تعزيز التواصل الداخلي الذي يركز على القيم والرسالة، من خلال الاجتماعات الدورية والنشرات الإخبارية. يجب أن تكون القيم والرسالة جزءًا من الحوار اليومي داخل المؤسسة.

   - شراكات استراتيجية: إقامة شراكات مع مؤسسات تشارك نفس القيم والرسالة لتعزيز العمل المشترك وتبادل الخبرات والمعارف.

 مبادرات:

1. مجتمعات الممارسة: إنشاء مجتمعات ممارسات تجمع القادة والموظفين لمناقشة وتبادل الأفكار حول كيفية تعزيز القيم والرسالة في العمل اليومي. يمكن لهذه المجتمعات أن تكون منصة للتعلم المستمر والتطوير.

2. البرامج التطوعية: تشجيع الموظفين على المشاركة في برامج تطوعية تعزز القيم والرسالة داخل وخارج المؤسسة. يمكن أن تعزز هذه البرامج من الشعور بالانتماء والمساهمة الفعالة.

3. تقييم دوري للقيم والرسالة: إجراء تقييم دوري لقيم وغايات المؤسسة لضمان توافق الجميع معها وتعديل الاستراتيجيات وفقاً لذلك. يمكن أن يساعد هذا التقييم في الحفاظ على التوجه الصحيح للمؤسسة.

4. قصص النجاح والإلهام: نشر قصص نجاح ملهمة داخل المنظمة لتحفيز الموظفين على التمسك بالقيم والرسالة. يمكن أن تكون هذه القصص مصدر إلهام وتعزيز للروح المعنوية.

بتطبيق هذه المبادرات والحلول، يمكننا تعزيز وجود قيادات تحمل القيم والرسالة في القطاع غير الربحي وضمان تحقيق الغايات النبيلة لهذه المؤسسات.

الاثنين، 3 يونيو 2024

الفكرة والتمويل وجدلية البيضة والدجاجة

 

        أصبح القطاع غير الربحي يلعب دورًا محوريًا في تحقيق التنمية المستدامة، والمساهمة في تقديم الحلول لكثير من المشكلات، إلا أن التحدي الأكبر الذي يواجه هذا القطاع هو كيفية تحقيق التمويل الكافي لاستمرارية الأنشطة والمشاريع، ومن هنا تبرز أهمية الأفكار الجيدة كمفتاح لجلب المال والتمويل اللازم، ويظهر أمامنا سؤال: هل المال يأتي بالبرامج والمشاريع، أم أن المشاريع هي التي تأتي بالمال والدعم؟ وللإجابة على هذا السؤال المهم والمتداول والذي يؤرق كثير من أبناء القطاع غير الربحي، إليكم هذه الوقفات العجلى:

أولاً: قوة الفكرة الجيدة.

        يقول معالي  د. صالح الحصين رحمه الله: الفكرة الجيدة تجذب المال" وصدق رحمه الله، فالأفكار الجيدة من أهم العوامل التي تجذب التمويل، فهي تتميز بقدرتها على إحداث تأثير إيجابي وجذب الانتباه والدعم من مختلف الجهات، فعندما تكون الفكرة مبتكرة وواقعية وتستجيب لحاجات المجتمع بطرق فعالة، فستحظى بفرصة أكبر للحصول على التمويل، فالأفكار الجيدة ليست فقط قادرة على حل المشكلات، بل هي قادرة أيضًا على إلهام الآخرين للانضمام والمساهمة.

ثانياً: البداية بالمشاريع الصغيرة.

        يمكن للمنظمات غير الربحية أن تبدأ بمشاريع صغيرة لا تتطلب تكاليف كبيرة، ولكن بجودة عالية، فهذه المشاريع يمكن أن تكون نواة لجذب التمويل المستقبلي من خلال إظهار القدرة على التنفيذ والابتكار، كما أن المشاريع الصغيرة تتيح الفرصة لتجربة الأفكار وتطويرها دون تحمل مخاطر مالية كبيرة، ومن خلال النجاح في هذه المشاريع، يمكن بناء سمعة جيدة واكتساب ثقة الممولين والشركاء المحتملين.

ثالثاً: بذل الوسع فيما تستطيع.

من جميل ما سمعت قول أحد الخبراء: "من بذل وسعه فيما يستطيع، أعطاه الله ما لا يستطيع" هذه المقولة تعكس حقيقة مهمة في العمل غير الربحي، فعندما تبذل المنظمة وسعها في تنفيذ المشاريع الممكنة باستخدام الموارد المتاحة، فإنها تفتح أبواب الفرص لتحقيق ما كان يبدو مستحيلاً، وهذا النهج يعزز روح الابتكار والإبداع، ويشجع على الاستفادة القصوى من الإمكانيات المتاحة لتحقيق الأهداف المرجوة، وهنا تحضرني تجربة قديمة أجريتها مع إحدى الجهات الناشئة التي كانت تشتكي من ضعف التمويل، فسألتهم هل كل برامجكم تحتاج لتمويل؟، وللإجابة على هذا السؤال عقدنا ورشة عمل لمعرفة البرامج التي لا تكلف ريالاً واحداً، فخرجنا بعدة برامج نافعة يمكن للفريق التنفيذي القيام بها، فكان الاتفاق أن ننفذ ما نستطيع تنفيذه حالياً ونسعى لتمويل غيرها.

رابعاً: التركيز على الممكن والموجود.

        يجب على المنظمات غير الربحية أن تركز على استغلال الموارد المتاحة وتحقيق أقصى استفادة منها، فبدلاً من التركيز على ما هو غير موجود أو ما هو مستحيل التحقيق من الكوادر والموارد، يمكن توجيه الجهود نحو تعزيز القدرات المتاحة وتطوير الحلول الواقعية، فهذا النهج يساهم في تحقيق نتائج ملموسة ويعزز الثقة بين الممولين والجهات الداعمة.

وأخيراً:

إن الأفكار الجيدة ليست فقط أساسًا لجذب التمويل، بل هي أيضًا محرك للتغيير والإبداع في القطاع غير الربحي، فمن خلال البدء بمشاريع صغيرة وتنفيذها بجودة عالية، يمكن للمنظمات غير الربحية أن تثبت قدرتها على الابتكار وتحقيق الأهداف، وبذل الوسع فيما تستطيع والتركيز على الممكن والموجود، ومن خلال ذلك يمكن تحقيق إنجازات عظيمة وتجاوز التحديات المالية، فالنجاح يبدأ بفكرة جيدة، ومع الجهد يصبح المستحيل ممكنًا.

يقول الله سبحانه وتعالى: " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" [سورة العنكبوت (69)] فمن بذل وسعه، مخلصاً في مقصده، متقناً محسناً لعمله، هُدي إلى رشده، وكان الله معه هادياً ومعيناً.

 

 

د. سعد بن دبيجان الشمري

26/11/1445ه